أسيد بن أبي إياس الكنّاني
سيرته
صحابي أسلم يوم الفتح، وكان قد أهدر النبـي -صلى الله عليه وسلم- دمه، فجاء مستأمناً، فأمّنه النبي الكريم فأسلم، وصحب النبي -صلى الله عليه وسلم-...
إهدار دمه
إنّ وفد بني عديّ بن الديل قدموا على النبي، وطلبوا منه أن لا يُقاتلوه ولا يُقاتلوا معه قريشاً، وتبرّؤوا من أسيد بن أبي إياس، وقالوا: (إنه قد نال منك)... فأباح النبي -صلى الله عليه وسلم- دمه، وبلغ أسيد ذلك، فأتى الطائف، فلمّا كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف.
فأخبر أسيداً بذلك، وكان قال له: (يا ابن أخي أخرجْ إليه، فإنّه لا يقتل من أتاه)... وأخذه وأتى به النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجلس بين يديه وأسلم، فأمّنه رسول الله، ومسح على وجهه وصدره فقال أسيد: (...
وأنت الفتـى تهـدي معدّاً لدينهـا... بل الله يهديها وقال لك أشهد
فما حملـتْ من ناقة فـوق كورها... أبرّ وأوفى ذمّـة من محمـد
وأكسـى لبرد الحـال قبل ابتذالـه... وأعطى لرأس السابق المتجرد
تعلـم رسـول اللـه أنـك قادر... على كلّ حيّ متهمين ومنجد
تعلـم بأنّ الركـب ركب عويمـر... هم الكاذبون المخلفو كل موعد
انبـوا رسـول اللـه أن قد هجوتـه... فلا رفعت سوطي إليّ إذن يدي
سوى أننـي قد قلت ويـل أم فتيـة... أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد
وهي أكثر من هذا، فلمّا أنشده: (وأنت الفتى تهدي معدّاً لدينها)... قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بل الله يهديها)... قال الشاعر: (بل الله يهديها وقال لك أشهد)...